ولد العالم والباحث الفيزيائي الامازيغي الدكتور حماد أوباحدو عام 1958 بـ “خطارة ن اغروض” الواقعة على بعد 15 كلم جنوب مدينة كلميمة بإقليم الرشيدية.
بدأ دراسته الابتدائية بمدرسة خطارة اغروض سنة 1963 حيث حصل من نفس المدرسة على الشهادة الابتدائية عام 1967 بعدها انتقل إلى مدينة كلميمة التي تابع فيها دراسته، بإعدادية غريس وحصل خلالها على الدبلوم الإعدادي سنة 1972 لينتقل إلى ثانوية سجلماسة بالرشيدية ليحصل منها على شهادة الباكالوريا العلمية بميزة ممتاز عام 1975 وهي الشهادة التي مكنته من متابعة دراسته بجامعة محمد الخامس كلية العلوم الرباط. حيث درس في سلك الفيزياء و الكيمياء ليحصل منها على الاجازة في الفيزياء النووية سنة 1979.
وقد مكنته الميزة الجيدة التي اجتاز بها شهادة التخرج الجامعي بالسلك الثاني من السفر إلى جامعة نانت ” nantes ” الفرنسية حيث حصل على دكتوراه بتاريخ12 دجنبر 1986.في موضوع :
Etude des particules légères émises par coïncidence avec les quasi –projectiles dans la réaction Ar + Au à 35 Mev par nucléon
وفي ظروف مادية صعبة، لانه لم يحصل الباحث على المنحة الدراسية طيلة الأعوام التي تابع فيها دراسته العليا بفرنسا حيث كان يقضي ليلته بمختبر جناح المسلك الذري بالجامعة .
وقد عرف أوباحدو بمناهضته للاضطهاد والتهميش كما كان دائم الوقوف إلى جانب طلابه في كل ما يتعلق بحاجياتهم حتى لقب بأستاذ الشعب، كما عرف عنه نضاله من اجل القضية الامازيغية بإصرار قوي، جعله من الوجوه البارزة التي حملت لواء القضية الامزيغية زمن الجزر.تواضعه وإخلاصه في التحصيل و البحث العلمي أهله ذلك حتى أصبح من الخبراء المعتمدين في مجال البحث الإشعاعي والتكنولوجي بأحدث مركبات الأنظمة الإنتاجية للايونات الإشعاعية المستوية، في جامعة كان الفرنسية تخرج ثلثه من الأدباء أمثال الرياضي باسكال … برحابها جالس الباحثون وخلال الأسابيع الأولى جلس الباحثون الذين لم يألفوا بعد قوة صوت الامازيغي اوباحدو الموحية بتأثيره المغناطيسي ليصغوا إليه بالطريقة التقليدية ومع مرور الوقت اكتشفوا انه قد تسرب بدقة تجاربه و قناعة خطابه و سمو أخلاقه وقيمه الامازيغية إلى الذاكرة العالمية سرعان ما حضي بصداقة متينة مع كبار الباحثين و الأدباء من أبرزهم: ماكس روبا وكلودلارسونور والأدبية والشـــاعرة الإرلندية جاكلين جونيت عمدة جامعة كان ما بين 1983و1988، وهم الأصدقاء الذين إهتزكيانهم جراء فاجعة مقتل أو إختطاف حماد اوباحدو وأسسوا” جمعية أصدقاء البروفيسور حماد اوباحدو” اعترافا منهم بعطاءاته العلمية وبإخلاصه وصراحته المعتادة. كيف ذلك وحماد لم يعد موجودا بين أصدقائه مند اليوم المشؤوم 19 ابريل 1993 وهو نفس اليوم الذي اغتيل فيه أيادي الغدر بروفيسور اللسانيات التطبيقية “بجمعة الهباز” 1981.
إذا كان الثابت أن البروفيسور “حماد اوباحدو” قد لقي حتفه في حادثة سير غريبة و مشبوهة ,فما هي الأيادي الخفية التي كانت وراء الحادث ؟من المؤكد انه في أعقاب عملية الاغتيال تضاربت الأنباء المنقولة عن المصادر الفرنسية والمغربية الرسمية طبيعة عمله ,ففي الوقت الذي أعلنت بعض المصادر الصحفية أن اوباحدو كان “عالما نوويا” تم بعد ذلك التكتم عن الخبر بسرعة ,و أعلن بدلا من دلك أنه كان مجرد أستاذ بجامعة محمد الخامس لقي حتفه في حادثة سير بمدينة قرطبة الاسبانية في طريقه إلى الرباط. وكان قد تلقى في اليوم السابق مكالمة من كلية العلوم بالرباط، تدعوه إلى الحضور فورا إلى العاصمة المغربية لأمر طارئ في الوقت الذي كان منشغلا ببعض الترتيبات الأخيرة بالعمل الذي يقوم بمركز الأبحاث النووية الفرنسية لإنتاج الايونات الإشعاعية الثقيلة، فقد كان يجمع بين البحث العلمي بجامعة كان و مختبر كانيل و بالتدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث كان يشغل الأستاذ عبد الرحمان السعيد –شقيق المرحوم جلال السعيد – منصب العميد بالكلية، في ذلك الحين أسندت وزارة التعليم العالي للسيد الطيب التشكيلي في حكومة محمد عبد الكريم العمراني.
” إنها سيرة رجل عالم، وذاكرة شعب، وحياته قصة كفاح مزدوج نضال هوياتي ومعرفي، فيها التحرر وفيها العلمية، فيها عبر ودروس تهم الإنسانية خاصة في تلك المنطقة التي أنتجت من لا شيء كبار الأطر، تلك الجبال التي أحبها وتشبث فيها بعمق القضية الامازيغية، كانت بالنسبة إليه فكرا وخطابا مقنعا وليس الانتماء التنظيمي”.
“ان العلماء ذاكرة خالدة، وإن كانوا علي قيد الحياة، وهم أحياء حتى و إن غادروا ظهر الحياة “،كيف لا و اسم حماد اوباحدو ذاكرة على ثانوية بجماعة ملاعب.
مصدر
MathMaroc | الخميس, أبريل 14, 2016 |
شارك الموضوع مع أصدقائك كي تعم اﻹستفادة
مواضيع مشابهة قد تهمك
|