بعض الأساتذة يسأل هذا السؤال ويردد هذه العبارة، وبعد كلمة القاضي الهيني أن السنة البيضاء غير موجودة في القانون ظهرت أسئلة واستشكالات أكبر! والحقيقة أن القاضي الهيني أخطأ هنا أو تكلم عن شيء آخر، وهو أن تفرض الدولة سنة بيضاء بالقانون دون داع حقيقي وهذا غير ممكن لأنها فعلا غير موجودة في القانون وليس لها أي صيغة محددة. لكنها عرف في عدة مجالات: الفلاحة (سنة بيضاء يعني بغير إنتاج = جفاف). الاقتصاد (سنة بيضاء لها عدة تطبيقات وتعني في الأساس تراجع النمو وفشل التدبير المالي..الخ). وفي مجال التربية والتكوين والتعليم العالي (تعني ضياع عام دراسي واستحالة إنقاذه سواء لطالب واحد أو مجموعة أو مؤسسة أو صف أو فصل أو كذا..) وهذا الأخير بالأساس يخضع لعرف أممي ويقدر حسب قدره، ولها نصيب في التشريعات المدرسية والجامعية ولكن أحيانا لا تسمى سنة بيضاء. وأحيانا تكون حقا وليس عقابا. مثلا: طالب في الجامعة في تخصص علمي حالت دون إتمامه سنة تكوينية ظروف وهو لا يريد أن تحتسب عليه تلك السنة أنه رسب فيها تفاديا لمشاكل مع معاهد لا تقبل الجلوس بغير دراسة بعد البكالوريا فمن حقه أن يحصل على سنة بيضاء ولها إجراءات لم أبحث فيها. كذلك هؤلاء الأساتذة المتدربون إن وقع شيء حال دون تكوينهم نهائيا الحد الأدنى الذي تحدده الوزارة حسب خبرائها وقد تحدده بشهر واحد أو أقل! ولا أحد يستطيع الاعتراض لأنها هي التي تقرر في أقصر مدة للتكوين في هذا التخصص أو ذاك.. فإن وقع ذلك فإن من حقهم السنة البيضاء -من حقهم- أي أنهم سيبقون في المراكز ويكررون العام إجبارا على الدولة وإلا تقعُ في حرج مع اليونسكو! لأن هناك بروتوكولات يوقع عليها المغرب في هذا الجانب، فلا يمكنهم فصلهم إن حال احتجاجهم دون إتمامهم لفترة التكوين، -رغم أننا هنا نتحدث تقريبا عن موظفين لكنهم خاضعون في هذا لنظام التربية والتكوين لأنها دراسة تنتهي بالحصول على شهادة! وكذلك نتحدث عن سنة تكوينية وليس عن شهر أو شهرين، إلا أن الحديث هنا عن إنقاذها وليس أصلِها، لأن إنقاذها يمكن أن يتم في شهر أو أكثر بقليل إذا ما كثفت الدروس والساعات، وحذف غيرُ المهم!-
والسنة البيضاء لا تحتسب في سجل الطالب الدراسي وله الحق في إعادتها دون أن تحتسب في سنواته الدراسية، وسواء كانت مدة التكوين سنة واحدة أم عشر سنين فإن تلك السنة أكانت في مؤسسة للتعليم الأساسي أو الثانوي أو الجامعي، خاص أو عام فإنها تخضع لهذه الأعراف، وهناك بلدان تضرب بالقوانين والأعراف عرض الحائط لكن عدد الفوج كبير 10 آلاف شخص وعندهم تعاطف شعبي وأممي فيصعب فعل ذلك معهم، ولا مصلحة للدولة في الذهاب لهذا الحد. وكنتُ قرأت مقالا بالفرنسية لكاتب غابوني يتحدث عن السنة البيضاء بتفصيل وأنها تخضع لتوصيات اليونسكو. فالدولة إن أرادت إدخال فوج آخر في حالة وجود هذه السنة البيضاء سيبقى الفوج الحالي معهم أيضا إجباريا!
وهذا الأمر أستبعده جدا ونسبة تطبيقه أقل من الصفر. إنما الممكن أن يتم تعيينهم دون حصولهم على الشواهد انتظارَ أنْ يستوفوها العام القادم مع الفوج الجديد. ولكن هذا رغم قانونيته انهزام للدولة أكبر حتى من تجميد المرسوم أو التوظيف دفعة واحدة بعد تقليص التكوين وإجراء المباراة أو امتحان التخرج!.
MathMaroc | الأربعاء, مارس 23, 2016 |
شارك الموضوع مع أصدقائك كي تعم اﻹستفادة
مواضيع مشابهة قد تهمك
|