جيَّشِت الحكومة المغربية كل وسائلها ضد الأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من إعلام مأجور٬ يروج لإشاعات باليٍَّة٬ وكتائب الكترونية لشن هجمات على الأساتذة المتدربين عبر العالم الأزرق. وجاءت هذه الهجمات بعدما نجح الأساتذة في تنظيم مسيرة رابعة تاريخية بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد 20 مارس٬ واختتمت هذه المسيرة باعتصام أمام التوين سانتر. وكان لهذه المسيرة آثر إيجابي على نفسية الأساتذة المتدربين من خلال حشدهم لأكبر عدد في مسيرتهم الأخيرة٬ وجعلت الأساتذة يؤمنون بعدالة قضيتهم المجتمعية٬ التي تزيد شعبية يوما بعد يوم لدى أبناء الشعب المغربي٬ لكن الحكومة المغربية وأجهزة الدولة تسعى إلى إفشال هذا النضال الوطني الفريد من نوعه؛ لأنه أول نضال يستمر لأزيد من خمسة أشهر وأصحابه كالجسد الوطني وما تزيدهم تهديدات الحكومة إلا عزًما وإصرارا تامين. تجاوزت الحكومة استعمال الأقلام المأجورة٬ وانكشفت بعض المواقع الالكترونية التابعة للحكومة الممِّرَرة لمغالطات على الأساتذة والأستاذات٬ إلى استعمال بعض مدراء المراكز كورقات ضغط في وجه الأساتذة المتدربين. ومن أبرز المدراء الذين تستعملهم الحكومة المغربية ضد الأساتذة المتدربين مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الرباط العرفان بصفة مباشرة٬ من خلال إعطاء أوامره أولا باقتحام المركز٬ وتحويله لثكنة عسكرية٬ ومنع الأساتذة من ولوج المركز ٬ وعسكرته يوميا٬ ومهاجمة الأستاذات في اليوم العالمي للمرأة٬ أضف إلى ذلك أنه يغري الأساتذة والأستاذات بالعودة إلى التكوين مقابل الحصول على التعيين في المنطقة التي يرغبها فيها الأستاذ أو الأستاذة وإعطائه مقابلا ماليا للأساتذة والأستاذات٬ وتهديد البعض الآخر كتابيا بالطرد في حالة عدم التحاقه بالتكوين٬ وإجبار الأساتذة والأستاذات غير المقاطعين على التوقيع على التزامات غير قانونية ولا أساس لها من الصحة. وما وضَّح بالملموس أنه لا يحمل صفة مدير تربوي تصريحاته الأخيرة لإحدى المواقع الالكترونية التابعة لحزب العالة والتنمية والقائل فيها أنه تلقى شكايات من مجموعة من الأساتذة غير المقاطعين يطلبون فيها منه توفير الحماية لهم من زملائهم المقاطعين للتكوين النظري والتطبيقي٬ وأن الأساتذة المتدربين المقاطعين تسببوا في إصابة أستاذة غير مقاطعة بكسر في يدها. ولّما قرأنا هذا الخبر اتصلنا بالمنسق المحلي للأساتذة المتدربين بمركز الرباط العرفان وأكد لنا أن هذا الكلام غْيُر صحيح٬ وأنه لم يسبق لهم أن هددوا أي أستاذ٬ وأكبر دليل على كلامه أن باب المركز مفتوح ولم نقاطع أي أستاذ أو أستاذة أو حتى نفكر في تهديده. ونفى نفس المتحدث أن تكون أي أستاذة سواء مقاطعة أو غير مقاطعة أُصيبت بكسر في يدها داخل المركز٬ وأن هذا المدير يقول كلاًما غير مسؤول٬ وأضاف المنسق قائلا: إذا كان ما يقوله المدير صحيحا فليمدنا بالحجج والأدلة الكافية. ويُشار إلى أن المدير الوحيد على الصعيد الوطني الذي يتعامل مع الأساتذة بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب اللاتربوي منذ انطلاق النضال الوطني٬ وانضاف إليه في المرحلة الأخيرة كل من مدير مركز طاطا ومدير مركز كلميم حيث اتهما أستاذين باستعمال العنف في حق الأساتذة غير المقاطعين٬ ولفقا لهما تهمة العنف٬ وتَّم استدعاء الأستاذين أمام الضابطة القضائية. ولم تقف ممارسات الحكومة المغربية عند 0 غِّرد ومدير مركز كلميم حيث اتهما أستاذين باستعمال العنف في حق الأساتذة غير المقاطعين٬ ولفقا لهما تهمة العنف٬ وتَّم استدعاء الأستاذين أمام الضابطة القضائية. ولم تقف ممارسات الحكومة المغربية عند الحد بل كانت قد اعتقلت أستاذا متدربًا بمركز آسفي الأربعاء 16 مارس 2016 بتهمة تحريض الأساتذة المتدربين على مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية. وبالرغم من هذه الممارسات الصادرة عن الحكومة المغربية إلا أن الأساتذة واعون أتَّم الوعي بأنهم على حق وأنهم يسيرون في السكة الصحيحة٬ وأن ما تقوم به الحكومة مجرد تهديدات لكسر نضالاتهم العادلة والمشروعة٬ ولبعث اليأس في نفوسهم٬ وانهم مستمرون في أشكالهم النضالية حتى إسقاط المرسومين المشؤومين هو تسطيرهم لبرنامج نضالي تصعيدي بمعنى الكلمة٬ هذه المرة يتضمن اعتصامات لمدة ثلاثة أيام مرفوقة بمبيتات ليلية٬ ومسيرات المناطق المتمركز بكل من القنيطرة وتازة ومراكش٬ وإنزال وطني مفتوح بمدينة الرباط. وما دفع الأساتذة المتدربين إلى اختيار إنزال وطني مفتوح بالرباط هو لجوء الحكومة إلى سياسة التعنت وعدم التراجع عن المرسومين غير القانونيين كما اعترف بذلك رئيس الحكومة المغربية. الحكومة عمدت إلى سياسة التعنت والأحزاب المعارضة أغلبها التزم الصمت والبعض الآخر بدأ يتملق للأساتذة المتدربين٬ وباقي هياكل الدولة لا علم لها بما يقع للأساتذة المتدربين من تعنيف ورفس وركل٬ ربّما حتى ملك البلاد محمد السادس لا علم له بما تعَّرض له أبناء الشعب المغربي الكادح من سب وجرح وكسر وإصابات بليغة على مستوى الرأس والعين والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي؛ لأن التقارير لا تصل إليه٬ والقنوات المغربية لا تقوم بدورها فهيُمنشغلة في نقل المسلسلات الماجنة٬ وتكريس سياسة الخوف والترهيب في نفسية المواطن المغربي.
انهضوا من نومكم أيها المغاربة٬ انهض من نومكم أيها المسؤول المغربي ولا تترك أبناء رعيتك في يد قطاع الطرق٬ ولا تُتَجار بأساتذة الغد٬ فهم يُطالبون بحق العيش الكريم٬ ولا يُطالبون بأي شيء آخر٬ فأنت المسؤول الأول والأخير عن أبنائك فكن أهلا للأمانة.
حــــمـــيـــد هــــّرامـــة
MathMaroc | السبت, مارس 26, 2016 |
شارك الموضوع مع أصدقائك كي تعم اﻹستفادة
مواضيع مشابهة قد تهمك
|