الثلاثاء, يوليو 14, 2015

نبذة تاريخية عن الأولمبياد الدولي للرياضيات IMO


 الأولمبياد الدولي للرياضياتInternational Mathematical Olympiad يعرف دولياً بالرمز(IMO) ، وهو مسابقة دولية تقام سنوياً في دول مرشحة لذلك مسبقاً، وتتضمن المسابقة إجراء اختبار ذو مستوى عالٍ من الصعوبة يتكون من ستة أسئلة موزعة على يومين خصص لها ( 42 درجة ) تعطى في كل يوم ثلاث مسائل فقط على مدى أربع ساعات ونصف، ويشارك فيها طلاب ما قبل المرحلة الجامعية (أي دون سن العشرين عاماً)، وتشارك كل دولة بفريق مكون من 6 طلاب كحد أعلى، مع وجود رئيسٍ للفريق، ومساعدٍ له، ومراقبيْن، واللغات الرسمية المعتمدة في هذا الأولمبياد هي اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والأسبانية، والروسية.
     وقد أقيم أول أولمبياد في عام 1959م في رومانيا بمشاركة 7 دول فقط، حيث بادر أحد الأساتذة الرومانيين (Tiberin roman) بتنظيم مسابقة في الرياضيات لطلبة السنة النهائية من التعليم الثانوي، شارك فيها سبع دول من المعسكر الاشتراكي وهي: تشكوسلوفكيا، وألمانيا الشرقية، والاتحاد السوفيتي، والمجر، وبلغاريا، وبولندا، وفي عام 1961م انضمت إليها يوغسلافيا ليصبح عددها ثمان دول استمرت في المشاركة السنوية في هذا الأولمبياد واحتضانة بالتناوب حتى عام 1963م.
  وفي عام 1964م انضمت إليها منغوليا، وحذت حذوها فيتنام عام 1974م، ثم تركيا وهكذا استمرت الدول في المشاركة تباعاً إلى أن وصل عدد الدول المشاركة إلى قرابة 104 دولة حتى عام 2009م شارك منها 101دولة في أولمبياد هولندا عام 2011م.
     وتعد مشاركة الجزائر أول مشاركة عربية عام 1977م، تلتها تونس عام 1981م، ثم الكويت 1982م، والمغرب 1983م، والبحرين 1990، وكانت أولى مشاركات المملكة العربية السعودية في أولمبياد اليابان عام 2003م بمراقبين علميين إثنين  (Scientific observer)  دون مشاركة الطلاب كما تنص على ذلك لائحة الأولمبياد، وفي أولمبياد اليونان عام 2004م شاركت بأربعة طلاب، وشاركت الإمارات لأول مرة في أولمبياد فيتنام عام 2007م كمراقب، وفي أولمبياد أسبانيا عام 2008م بالطلاب
    وتختلف التصفيات لهذا الأولمبياد من بلد إلى آخر، حيث تجرى مجموعة من الاختبارات تكون متدرجة الصعوبة من مرحلة إلى أخرى إلى أن يتم اختيار أفضل الطلاب لتمثيل  الفريق  الذي يمثل ذلك البلد في المسابقة.

المواضيع التي يغطيها الاختبار

• نظرية الأعداد Number theory
• الهندسة Geometry
•  الجبر  Algebra 
•  نظرية التركيبات أو التوافيقية  Combinatoric

     تعتمد مسائل الأولمبياد على مفاهيم رياضية أولية فلا تتطلب معلومات معقدة للحل أو موضوعات متقدمة في التفاضل والتكامل، بل مكونات التمارين بسيطة وأسئلتها واضحة الفهم، ولكنها نماذج غير تقليدية أصيلة، ليست من النماذج المعروفة، وذات أفكار جديدة، ولا تظهر حلولها بسهولة، بل تحتاج إلى نوع من التفكير الرياضي، والاستدلالات المنطقية، تدعو إلى سلامة التحليل وحسن انتقاء الخواص المؤدية إلى الحل الصحيح، ويكتشف الطلاب جمال الحل بعد التوصل إليه.  
   وترسل الدول المشاركة 6 أسئلة قبل المسابقة بأربعة أشهر للدولة المستضيفة وتكون هذه الأسئلة سرية حتى من قبل الدولة المرسلة ويشترط عدم عرضها على طلابها المشاركين، وتقوم لجنة المسابقة في الدولة المستضيفة باختيار 30 سؤالاً تقريباً، ويجتمع رؤساء الفرق المشاركة قبل موعد المسابقة بثلاثة أيام لاختيار ستة أسئلة عن طريق التصويت. بناءً على استمارة تقدم لكل رئيس من قبل اللجنة المنظمة يحدد بها المستوى الذي يراه لكل سؤال من هذه الأسئلة، بشأن الصعوبة والجمالية، كما يتم التصويت على توزيع الأسئلة بحسب صعوبتها على يومي الاختبار، ثم يترجم كل رئيس الأسئلة إلى لغته بحسب الرموز والمفاهيم التي تدرس في بلده، وتسلم نسخه الأسئلة إلى اللجنة المنظمة لتصويرها ومن ثم إيصالها إلى الطلاب المشاركين، مع ملاحظة عدم وجود اتصال خلال فترة الإعداد والاختبار بين الطلاب ورئيس الفريق، أو الملاحظين والطلاب والمرافق لهم منعاً لتسرب الأسئلة، ويتم الاتفاق على توزيع الدرجات لكل سؤال وتحدد الدرجة أو النقاط لكل خطوة في الحل، مع العلم أنه تكون عادة النقاط لأفكار السؤال بعيداً عن التفكير بطول الخطوات، ويخصص لكل سؤال سبع درجات.
   والجدير بالملاحظة أن المستوى العلمي لأسئلة الأولمبياد الدولي قد ارتفع بشكل مطرد عبر السنيين، فالمسائل التي طرحت خلال دورات ما بعد الألفية الثانية أعلى من مستوى التسعينات والثمانينات والتي هي أعلى مستوى من تلك التي طرحت في الستينات والسبعينات، ولقد أصبح  واضعو مسائل الأولمبياد يعانون بجدية من البحث عن مسائل أصيلة، وتدل الصعوبة المطردة التي تميز مسائل الأولمبياد على التطور في مستوى المتسابقين وبالتالي ارتفاع مستوى الرياضيات في الدول المشاركة عبر السنيين مما ينعكس إيجاباً على المستوى المعرفي العام، كما تساهم في رفع كفاءة الأساتذة والمدربين لا سيما في ابتكار مسائل جديدة.

الإشراف الإداري وتنظيم الجوائز في هذه المسابقة  

    تشرف الجنة العليا على الأولمبياد المكونة من عدد من الدول الأوربية وممثلين لقارات العالم الذين يتم انتخابهم بشكل سنوي، وتكون رئاسة الأولمبياد من قبل الدولة المضيفة التي تشرف على هذه المسابقة وزارة التربية فيها، .وتتولى مخاطبة جميع دول العالم للمشاركة ومن ثم التنسيق والمتابعة ووضع الأسئلة وجميع البرامج المنظمة للمسابقة، إيواء المشاركين وتوزيع الجوائز وغيرها.
    وغالباً ما يفتتح وزير التربية في البلد المضيف هذه المسابقة، ويقدم الجوائز والميداليات للفائزين والتي تحظى بتغطية إعلامية محلية ودولية، وتمنح الجوائز للمتسابقين، وهي ثلاثة أنواع من الميداليات ذهبية، وفضية، وبرونزية بنسبة 1 : 2 : 3 تقريباً، شرط أن لا يزيد عدد الميداليات الممنوحة عن نصف عدد الطلاب.
     أما مرتبة الشرف (شهادة تقدير) فيحصل عليها كل متسابق يحرز الدرجة الكاملة في أي سؤال بشرط أن لا يكون قد حصل على ميدالية أخرى.
   ويتم ترتيب المتسابقين بناء على درجاتهم الفردية، وتستخدم درجات الفريق للمقارنة فقط بين الدول المشاركة، ويمكن للفرد الاشتراك في المسابقة أكثر من مرة .
     وقد يلفت النظر أن الدول التي تحقق نتائج متقدمة ليس بالضرورة هي من الدول الصناعية أو ما يسمى بدول العالم الأول، وقد كانت الصين وروسيا تحققان المواقع الأولى في أغلب المسابقات، وممن يحقق مواقع متقدمة
نسبياً فيتنام وتايلاند، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية وأمريكا، ومن الدول الإسلامية تبدو إيران في المقدمة ثم تركيا.

مشاركات الدول العربية في الأولمبياد الدولي للرياضيات

1. الجزائر: شاركت في الأعوام : 1977م إلى عام 1997م  ثم توقفت عن المشاركة لأكثر من عشر سنوات وعادت واشتركت عام 2009م .
2. تونس : شاركت في 18 مشاركة متقطعة بدءاً من العام 1981م .
3. الكويت : شاركت بشكل شبه منتظم منذ عام 1982م.
4. المغرب : شاركت بشكل متواصل دون انقطاع منذ عام 1983م.
5. البحرين : شاركت ثلاث مرات في الأعوام 93م – 91م – 90م ثم توقفت عن المشاركة.
6. المملكة العربية السعودية: شاركت في عام 2003م كمراقب واشتركت بشكل رسمي منذ عام 2004م  إلى 2013 م وتوقفت عام 2009م فقط.
7. الإمارات: شاركت لأول مرة عام 2007كمراقب واشتركت بشكل رسمي في 2008م.
8. سوريا: شاركت لأول مرة بشكل رسمي عام  2009م.
9. موريتانيا: شاركت لأول مرة بشكل رسمي عام 2009.

استعدادات الدول لأولمبياد الدولي للرياضيات
    سيتم إلقاء الضوء على استعدادات بعض الدول التي حققت نتائج لافتة في الأولمبياد الدولي الرياضيات كما يلي:

رومانيا
   وهي الدولة التي بادرت بتنظيم أول منافسة دولية في أولمبياد الرياضيات، واحتضنت العديد من هذه الدورات، أحرزت المركز الأول أكثر من مرة، وتحقق نتائج لافتة سنوياً.
    تنظم دورات تدريبية صيفية، وشتوية في مختلف مدنها بحثاً عن المواهب الرياضية، وتنظم الهيئة المشرفة على الأولمبياد فيها المسابقات بالمراسلة، وفي آخر التصفيات يستدعى الطلبة الأربعون الأوائل لحضور دورة تدريبية مكثفة، ومن جهة أخرى تنظم في رومانيا ثلاثة اختبارات تدوم لمدة ثلاثة أيام يتنافس خلالها طلبة تم تحضيرهم في مدارس خاصة منتشرة في المدن الرومانية، ويجرى اختبار في أبريل من كل سنة لانتقاء الفريق المشارك في المنافسة العالمية، وعندما يتم اختيار الأعضاء الستة لهذا الفريق، تنظم دورة تدريبية مكثفة ابتداءً من منتصف يونيو إلى بداية شهر يوليو بمعدل أربع ساعات يومياً، ويشرف على هذا التدريب اثنا عشرة أستاذاً جامعياً، وتدعم وزارة التربية والتعليم في رومانيا هذه المسابقات وتشرف عليها وعلى تدريباتها.

روسيا
شاركت روسيا في الأولمبياد الدولي منذ انطلاقته عام 1959م، وحققت المركز الأول أكثر من ثلاث مرات، ويحصل طلابها على ميداليات سنوياً، واهتم روسيا بالمسابقات الأولمبية، منذ القدم فنظمت أول مسابقة رياضيات رسمية في العالم عام 1934م، وكانت تسمى بمسابقة لينيغراد.
   وتمر التصفيات في روسيا بعدة مراحل تبدأ المرحلة الأولى من مسابقات مدارس الأولمبياد المنتشرة فيها والتي تضم أكثر من خمسة ملايين طالب من سن الحادية عشرة إلى السابعة عشرة.
      تأتي المرحلة الثانية والتي تتم على مستوى المناطق يشارك فيها مليون طالب من المتفوقين في مدارس الأولمبياد، لتجرى هذه المسابقة بين الأقاليم وتنظم هذه المسابقات في المدن الرئيسة إلى أن يتم اختيار الفريق الممثل للدولة ويتم تدريبه تدريب مكثف خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق الأولمبياد الدولي.

أمريكا
بدأت اشتراكها عام 1974م، وكان ترتيبها الثاني من بين  18دولة، ومعدل ترتيبها في سنوات اشتراكها الثالث بعد الصين وروسيا، وهي الدولة الوحيدة في تاريخ المسابقة التي حصل جميع طلابها على الدرجات الكاملة في عام 1994م.
    ويتم انتقاء طلابها عن طريق سلسلة من المسابقات واختبارات التصفية التي تدوم سنة تقريباً، وتكون موضوعاتها شبيهه بموضوعات الأولمبياد الدولي،ويتم تدريبهم عن طريق مدربين عالميين تم استقطابهم من مختلف الدول ومنحهم الجنسية الأمريكية، مع العلم أنها تهيئ طلابها لهذا الأولمبياد من الصف الخامس بواقع ساعتين أسبوعياً، بالإضافة إلى الملتقيات الصيفية التي تستغرق غالباً من 20-25 يوم بواقع 7 ساعات يومياً، وتسفر هذه المسابقات التي تنتهي في شهر أبريل من كل عام عن انتقاء 24 طالباً يتم تدريبهم تدريب مكثف خلال شهر يونيو ليتم انتقاء الطلاب الستة الذين سيمثلون الدولة، ويتواصل التدريب لمدة ثلاثة أسابيع ليجد الفريق نفسه مهيأ لخوض الأولمبياد الدولي للرياضيات، وتقدم حوافز مغرية مادية ومعنوية بالإضافة إلى منحهم الجنسية الأمريكية في حالة فوزهم بميداليات أياً كان نوعها.

الصين
   اشتركت  الصين في هذا الأولمبياد لأول مرة عام 1985 وكان ترتيبها 32  من بين 38 دولة مشاركة، وبعد ذلك اشتركت أثر من  23 مرة ، حصلت على المركز الأول 15 مرة، وعلى المركز الثاني 5 مرات ومازال يحصد فريقها الميداليات بأنواعها ويحقق الفوز والتقدم سنوياً.
    وتعمل الصين على تهيئة طلابها منذ الصف الخامس الابتدائي من خلال التدريب المستمر عبر الصفوف الدراسية والملتقيات الصيفية، إلى أن يتم اختيار الفريق الذي سيمثل الدولة في الأولمبياد فيتم تفريغهم قبل المشاركة بعام  لا يدرس الطلاب في هذا العام سوى مادة الأولمبياد بفروعها الأربعة، ويقوم بتدريسهم 12 عالماً من علماء الصين في فروع أولمبياد الرياضيات الأربعة.

إيران
بدأت دخول المنافسة عام 1985م، وكان ترتيبها 31  من بين  38 دولة مشاركة، وفي عام 1998 حصلت على المركز الأول، و تراوح ترتيبها في السنوات الأخيرة ما بين الرابع إلى التاسع.
   ويتم الاستعداد للمشاركة في هذا الأولمبياد باختيار 50000طالب وطالبة، وبإجراء سلسلة من الملتقيات والتصفيات يصل العدد إلى 2500طالب وطالبة، ثم 250 طالباً وطالبة إلى أن يتم ترشيح 12 طالباً وطالبة قبل عام من المشاركة، يتم تدريبهم تدريب مكثف عبر ملتقيات صيفية وأخرى شتوية، وعن طريق ملتقى مغلق يستمر لمدة شهرين يفرغ فيه الطلاب للتدريب تفرغ تام، وتمنح حوافز وجوائز مغرية منها ضمان الطالب مقعداً في أي جامعة وأي تخصص دون خوضهم اختبارات القبول، والطلاب الذين يحصلون على ميدالية ذهبية تقدم لهم مخصصات مالية مغرية، واستقطبت مدربين عالميين لتدريب الطلاب والمدربين للمراحل السابقة للأولمبياد ويحظى هذا الأولمبياد باهتمام كبار المسئولين في إيران.
  وباستقصاء تجارب الدول التي تحقق نتائج لافتة، تبين أن هناك ثلاث ركائز تسهم في تحقيق هذه النتائج وهي:
- اختيار الطلاب، وذلك من خلال إخضاعهم لسلسلة من الاختبارات ابتداءً من المرحلة المتوسطة.
 - التدريب المكثّف، وخاصة في الأشهر العشرة الأخيرة قبل موعد الأولمبياد.
- الحوافز المغرية، بالإضافة إلى الدوافع الذاتية، وتشجيع الأهل


لتحميل معلومات مفصلة عن أولمبياد الرياضيات الدولي 


MathMaroc الثلاثاء, يوليو 14, 2015


شارك الموضوع مع أصدقائك كي تعم اﻹستفادة



مواضيع مشابهة قد تهمك

آخر كتب تم نشرها Mathematics books for free



نرحب بجميع تعليقاتكم واستفساراتكم هنا

ملاحظاتكم وتعليقاتكم حول الموضوع