الثلاثاء, مايو 19, 2015

في حُبِّ الرياضيّات

.

بسم المُيسِّرِ

 على قارعة الطريق.، أنا والرياضيّات اثنانِ لا يتفقانِ منذً الصِغَر.. رغمَ أنّي في الفرعِ العلمي، ولكنْ عبثاً!.. لا أدري ماذا أفعلُ فيه! هه في أيامِ امتحاناتِ الرياضيات، أملًّ منهُ بعدَ طولِ المِشوارِ الدِراسي.. فأشرعُ في كتابةِ الأحرفِ بدلاً عن الأرقام!.. وغالباً ما تكون شكاوى وسُخرية عن الرياضيّاتِ والعلمي!.. على أيّةِ حال.، ليلةَ الامتحانِ الوزاري (للرياضيات) للدورةِ الشتوية، أخذَ المللُ والتعبُ منّي كُلَّ مأخَذ! فكتبتُ رسالةً في حُبِّ الرياضيات..!

رسالةُ غزلٍ عُذريٍّ صادِقٍ للسيِّدِ الأَبيّ.. الرياضيّات!
أحببتُكَ يا رياضيّاتُ مُذ رأيتُ النور..
طيّب.. نحكي بِصراحة؟ كرهتُكَ مُذ رأيتُ النور.. وكبرتُ على كُرهِك.. وأنا أعلمُ أنّ من شبَّ على شيءٍ شابَ عليه! حاولتُ كثيراً أن أُحِبَّك.. لكننا يا صاحِبي لا نتفِق.. ولا ننسجِم.. وبالعامية "مش لبعض".!
تعلّمتُ من عظيمٍ ما استعصى على غيري، وما تعلّمتُكَ حقَّ عِلمِكَ يوماً!.. وحتى عِندما كانت مُعلّمةٌ للرياضيّاتِ في سنةٍ غابرة - تذكُرُها؟ تلكَ التي ما كانتْ تبتسِم.. وكانت تكرهُ اللونَ الأسود - أنّ الرياضيّات إن أحببتِه أحبَّكِ! ورحتُ أُحِبًّكَ حتى أفلست! لم يبقَ حُبٌ على الأرضِ لم أصرِفهُ فيك.. بل أنّي كثيراً ما حلُمتُ بِك! بالأخص بعمليّاتِ التحليل!، ولكنّكَ ما بادلتني الحُبَّ يوماً، ولا حتى مجرّدَ إعجاب!
الحُبُّ أيّها الرياضيات نبضُ في القلبِ لا سببَ له.. فالإعجاب هو سيّدُ الأسبابِ.. أمّا الحُب بلا سبب، أفتعتَقِدً الكُرهَ أيضاً كما الحُب؟.. لكنّ الكُرهَ بصير!, وإن توصّلتُ ذاتَ مرّةٍ إلى نظريّةٍ مفادُها أنّ الكُرهَ أعمى من الحُب.. ولكن "ما علينا".. المُهِمـ.. وعِندما أخبرتُ معلّمةً لكَ أحببتُها في اللهِ أنّي حاولتُ في حُبّكَ ولم أُفلِح، أخبرتني أنّي أُحبكَ بالشكلِ الخاطئ.. فكيفَ يكونُ حُبكَ أيُّها السيّدُ العظيم؟! أتعبتني معكَ واللهِ.. أسهرتني الليالي.، وظهرتَ في سُويعاتي القليلةِ التي أستَرِقُها منكَ لأنامَ في الحُلُم.. ثُمَّ ترفعُ رأسكَ وتأبى أن تُبادلني ما أُقدّمهُ لأجلِك!
لا أفهَمُك.. ولا أحفَظُك.. وإن حاولتً يوماً "التشاطُرَ" فيك، رددتني خائِبةً أجُرُّ أذيالَ الأملِ المفقود.. فكم من جُرعاتٍ قاسيةٍ بعدُ ستُذيقُها لي؟ .. في كُلِّ سنةٍ (دراسيّة) أستيقِظُ على أملٍ جديد,، أنّي اليومَ سأكتشِفُ عجيباً فيك..فأُحِبُّكَ وتُحِبُّني على أساسِ "ما بعد الكره إلّا المحبة"، ولكن عبثاً!. حفِظتُ وضيّعتِ المودةَ بيننا *1 فكم ضيّعتَ لي من آمال؟ وكم شوّهتَ لي من أحلام؟ وكم صفعتني لتُخبرني بأننا لم نُخلق لبعضِنا البعض!، يا صاحُ لستَ بعدوٍ فأعقِدُ معكَ هُدنة.. ولا بحبيبٍ أطلبُ منكَ هديّة.. ولا بأمرٍ عاديٍ أسيرُ بجانبهٍ فلا ألتفت.. فما الحلُ معك؟ .. اتذكُرُ صديقتي*2 التي وعدتنا أن تجمعَ بيننا؟ ما عُدتُ حتى أسمعُ أخبارَها!.. أيُّها الحُب.. دُلّني كيفَ أصنعُ منكَ جِسراً يربِطُنا؟ ولو حتى بالخيال؟.. دُلّني لخيطِ أملٍ رفيع.. حتى ولو كانَ منسوجاً من شُعاعٍ شمسيٍ باهِت.. فعقلي تعبَ لتعبِ قلبي وقلبي تعِبَ لتَعَبِ عقلي، وما عُدتُ أجِدُ لكَ أيُّها العَتيد -أقصِدُ الرياضيات- تصريفاً!، ولا حتى في "المجاري"!
حبيبي الرياضيات.. تباً لك!
وحسبيَ فيكَ القاهِرُ الحق  :(



 *1: حفظتُ وضيّعتِ المودةَ بيننا ... وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لكِ الغدرُ ..،/ من قصيدة أراكَ عصيَّ الدمعِ، للشاعر أبو فراس الحمداني.
  *2: كُلّ الحُبِّ لكِ خولة (هانتر). 

- كُتبت في 6 كانون الأوّل 2011
صِدِّيقة.


MathMaroc الثلاثاء, مايو 19, 2015


شارك الموضوع مع أصدقائك كي تعم اﻹستفادة



مواضيع مشابهة قد تهمك

آخر كتب تم نشرها Mathematics books for free



نرحب بجميع تعليقاتكم واستفساراتكم هنا

ملاحظاتكم وتعليقاتكم حول الموضوع