الخوارزمي وثابت بن قرة وفيثاغورث وإقليدس ورينيه ديكارت وكريستيان هيجنز هم على سبيل المثال وليس الحصرعلامات بارزة في علم الرياضيات، وذكرهم التاريخ بعرض انجازاتهم بصورة مشرفة ومفصلة، فقد أضاءوا لنا الحاضر كما أننا سنعبر بأعمالهم نحو المستقبل.
واضافةً لهم لم يغفل التاريخ أبداً دور الإناث في هذا العلم فقد أسهمن وتميزن تميزاً لا يقل عن ماأنجزه الرجال، فلا ينبغي أن نغفل ثمانية من أهم الأسماء التي لمعت وتركت بصمة قوية في الرياضيات سنستعرضهن على النحو التالي:
هيباتيا (Hypatia) من عام 350 أو 370 حتى 415 أو 416
هيباتيا هي إبنة "ثيون" الذي كان معلمها وآخر علماء الرياضيات المعروفين، والمنتمين إلى مدرسة الإسكندرية، ولدت في الإسكندرية في مصر حوالي عام 380 واغتيلت في مارس415، كانت فيلسوفة يونانية وأول امرأة ملحوظة في علم الرياضيات في مصر الرومانية، تبعت هيباتيا خطى والدها في دراسة الرياضيات وعلم الفلك، وتعاونت معه في وضع التعليقات على الأعمال الرياضية الكلاسيكية، وكذلك ترجمتها، علاوةً على إدراج الملاحظات التوضيحية، وكذلك قامت بتعليم سلسلة من الطلاب في منزلها، ومن أبرز مساهماتها في مجال العلوم قيامها بعمل رسم للأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل، كما اخترعت أيضا نوع من الإسطرلاب.
صوفي جيرمان (Sophie Germain) من عام 1776 حتى 1831
كانت واحدة من أولى النساء العالمات في الرياضيات، اكتشفت عالم الرياضيات من خلال قراءة رواية الحياة والموت لأرخميدس، وعلى الرغم من أن والديها لم يشجعاها أبداً، ولكنها بدأت تقرأ كل ما تجده أمامها وباشرت في تدريس نفسها اللاتينية واليونانية، وأنجزت ترجمات خاصة بها لبعض الأعمال الكلاسيكية، كانت صوفي أول امرأة تحضر الفصول الدراسية في أكاديمية العلوم، و قد واصلت صوفي العمل حتى نهاية حياتها على الرياضيات والفلسفة، ولم تكن قادرة على الدراسة في مدرسة (the École Polytechnique) لأنها كانت أنثى ، فبدأت بالإسم المستعار (Mr Le Blanc) سلسلة مراسلات علمية مع "لاغرانج" الأستاذ بتلك المدرسة، ثم علم أنها سيدة فرعاها واهتم بأبحاثها ثم بدأت المقابلة مع الرياضيين البارزين في ذلك الوقت، ثم أصبحت أول امرأة تفوز بجائزة من الاكاديمية الفرنسية للعلوم، للعمل على نظرية المرونة، وإثباتها لنظرية فيرما الأخيرة.
أدا لافليس (Ada Lovelace) من عام 1815 حتى 1852
ابنة اللورد بايرون، ولدت في 10 ديسمبر 1815. ويعود لها الفضل في كثير من الأحيان باعتبارها مبرمج الكمبيوتر الأول، وكانت أول من وصف كل من الكمبيوتر والبرمجيات، وأدركت أيضا أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تكون أكثر بكثير من مجرد آلة حاسبة بسيطة، وذلك كما أشارت أن هناك لغة تدعى لغة البرمجة، توافقت مع "تشارلز باباج" مخترع وعالم الرياضيات، الذي طلب منها أن تترجم مذكرات عالم رياضيات إيطالي في تحليل الآلة التي من شأنها أن تؤدي عمليات حسابية بسيطة ويمكن برمجتها وتعتبر واحدة من أولى أجهزة الكمبيوتر.
صوفيا كوفاليفسكايا (Sofia Kovalevskaya)
عالمة روسية في مجال الرياضيات والميكانيكا، انتخبت عام 1889 كعضوة مراسلة في أكاديمية علوم بطرسبورغ، كما أنها أول امرأة تحصل على لقب بروفيسور، حصلت على شهادة الدكتوراه بعد كتابة الأطروحات على المعادلات التفاضلية الجزئية، خطت خطوات كبيرة في مجال الرياضيات، وحازت على جائزة من الأكاديمية الفرنسية للعلوم لمقال عن دوران جسم صلب، كما حصلت على جائزة أكاديمية العلوم السويدية عن بحوثها في مجال الفيزياء والرياضيات، وتم انتخابها عضوة مراسلة في أكاديمية علوم بطرسبورج.
إيمي نويثر (Emmy Noether) من عام 1882 حتى 1935
في عام 1935، كتب ألبرت أينشتاين رسالة الى صحيفة نيويورك تايمز، مشيدا بنويثر ايمى قائلاَ أنها "أهم عبقرية رياضية إبداعية ظهرت منذ بدء التعليم العالي للمرأة "، تغلبت على الكثير من العقبات و نشأت في ألمانيا، وتأخرت في تعلم الرياضيات بسبب القواعد المفروضة ضد المرأة حول التحاقهن بالجامعات آنذاك، تلقت شهادة الدكتوراه وذلك لأطروحة عن فرع من علم الجبر المجرد،ولكنها لم تتمكن من الحصول على منصب في الجامعة لسنوات عديدة، ثم حصلت في نهاية المطاف على لقب "أستاذ مشارك غير رسمي" في جامعة غوتنغن، ساهمت في تطوير اللامتباينات التفاضلية في علم حساب التغيرات، وجاء أهم إسهام لها يذكره تاريخ الرياضيات وهو "مبرهنة نويثر" .
فقيهات, مفتيات, نساء مسلمات, عالمات رياضيات
فاطمة المجريطية
فاطمة المجريطية عالمة فلك عاشت في القرن العاشر و الحادي عشر و هي ابنة عالم الفلك الأندلسي العظيم مسلمة المجريطي
و بدأت رحلتها العلمية عندما وجد أباها ذكائها و اهتمامها بالعلوم الفلكية و اهتمامها بالرياضيات فدربها و علمها حتى وجد أنها تصلح لتكون شريكه في البحث العلمي..فعملت مع والدها على التحقيقات الفلكية والرياضية و قاموا سوياً بتحرير وتصحيح “الجداول الفلكية للخوارزمي” و التي ما تزال موجودة إلى اليوم في مدريد و قاموا بمشروع مشترك آخر و هو كتاب يدرس عمل الاسطرلابات ثم انفردت فاطمة بلبحث العلمي و قامت بكتابة عدة كتب سميت بتصحيحات فاطمة و قد عملت أيضا على على وضع جداول لمواقع النجوم والكواكب و حسابات تدرس موقع الشمس والقمر والكواكب الأخرى تعرف فاطمة في العالم الغربي بأنها أول عالمة فلك في الأندلس\أسبانية
أمة الواحد بنت الحسين
ستيتة الملقبة أمة الواحد بنت الحسين عالمة بعدة مجالات من أهمهم الفقه الشافعي و علم الحساب و كانت مفتية في بغداد
توفيت سنة 987 كانت ستيتة من عائلة مشهورة بتفوقها العلمي فجدها محدث بغداد و ابنها و حفيدها قاضيان ذاع صيتهما ..
و قد تتلمذت على يدي أباها و كانت من أحفظ الناس فحفظت القرآن و الفقه الشافعي حتى قيل أنها من أحفظ الناس للفقه و أتقنت علم المواريث و العربية و وصلت إلى درجة عالية من العلم و الفقه فبدأت تفتي مع علي بن أبي هرير.
أما بالنسبة لعلمها بالرياضيات فيذكر البروفيسور سليم الحسني: “اعتاد الناس حين بناء منازلهم على إعطاء ما يشبه المقاولة للعمّال، فإذا تم بناء نصف المنزل فقط، لسبب ما، يتوجه الناس بشكواهم إلى القاضي فيلجأ الى خبراء الحساب، مثل سُتيتة التي كان يتم الاستعانة بها باعتبارها شاهداً علمياً في محاكم بغداد؛ حيث كانت تستخدم الرياضيات في حل المسائل المستعصية على القضاة”.
و قد تركت لنا مجموعة من المسائل الرياضية والحلول المبتكرة لها و بجانب علمها بلرياضيات و الفقه فقد كانت راوية للحديث. و كُتب عنها أنها: فاضلة في نفسها، كثيرة الصدقة، مسارعة في الخيرات توفيت العالمة الجليلة في شهر رمضان سنة 987
لبنى القرطبية
عالمة رياضيات و مدونة الخليفة توفيت في عام 984 م جائت لبنى إلى الأندلس كأمة إسبانيا و تربت في قصر السلطان عبد الرحمن الثالث و رغم بدايتها البسيطة فقد صعدت بسرعة لتصبح من أهم الشخصيات في القصر الأندلسي في ذاك الوقت و سرعان ما أصبحت مدونة الخليفة و من بعده مدونة ابنه الحكم الثاني ابن عبد الرحمن.
و قد عينها مديرة أمور المكتبة الملكية (و كانت المكتبة في هذه الوقت تضم أعداد هائلة من الكتب فوق ال500 ألف و من أهم المكتبات في العالم بذاك الوقت) كان المدونين في ذاك الوقت عملهم الرئيسي تدوين الكتب و ترجمتها , و لكن لبنى كانت من العلماء الذين لم يكتفوا بلتدوين بل كانوا يضيفون أفكارهم و حلولهم للمعادلات الرياضية و يعدلون الأخطاء الذي يجدونها في الكتب. و كانت لبنى تجد حلولا لأصعب العمليات الرياضية. و قد اشتهرت أيضاً بخطها الجميل وتمكنها من الخط العربي .
و قيل أن لبنى من حبها الشديد للرياضيات : أنها حين كانت تمشي في طرق الأندلس كانت تعلم الأطفال مبادئ الرياضيات و جداول الضرب و قد كتب عنها العالم و المؤرخ ابن بشكفل ” أتقنت الكتابة و علوم النحو و الشعر, و كان علمها في الرياضيات واسع و عظيم , و اتقنت علوم أخرى و لم يكن هناك أنبل منها في قصر السلطان الأموي “.
المصادر :
ببليوغرافا النساء المسلمات – سير أعلام النبلاء
النساء المسلمات : قاموس السيرة الذاتية لعائشة بيوالي – مقالة لبنى القرطبية لكاميليا شمسي
كتاب Medina Mayrit: The Origins of Madrid
http://www.sciences360.com/index.php/great-female-astronomers-726/
http://ar.wikipedia.org/
MathMaroc | الأحد, مارس 08, 2015 |
شارك الموضوع مع أصدقائك كي تعم اﻹستفادة
مواضيع مشابهة قد تهمك
|