خلال الاثنتا عشر سنة الماضية اعتدتُ على اجراء الامتحان بأقصر قلمٍ عندي، لا اعلم لماذا ولكني شعرت بتلك الطاقة التي نستشعرها جميعاً عندما نحتفظ بشيء نعتقد انه " جالب للحظ " .....فيا ترى هل يوجد شيء يدعى " حظاً " ؟من ناحية نفسية، فأن اعتقادك بأن هذا الشيء جالبٌ للحظ سيكون ذو تأثير كبير على ادائك.... تجربة أُجريت على مجموعتين من لاعبي الغولف، مجموعة قيل لهم ان المضرب الذي سيستخدمونه يرجع إلى احد لاعبي الغولف المشهورين، ولكن الحقيقة عكس ذلك، المجموعة الاخرى استخدمت نفس المضرب ولكن لم يُقال لهم أي شيء والنتائج كانت مذهلة فقد حققت المجموعة الاولى اصابات اكثر دقة من الثانية على الرغم من استخدامها لنفس المضرب، وعندما طُلب منهم رسم الحفرة كانت رسوم المجموعة الاولى للحفرة اكبر من المجموعة الثانية ... هناك وجهة نظر اخرى تأتي من الاحصاء.
الاحصاء يقول انه لا يوجد شيء يدعى " حظاً " ولكن هناك معدل معين، وان ادائك يتراوح ما بين الجيد والسيء ولكنك لن تخرج عن هذا المعدل.... هذه النظرة كانت نتيجةً للأحصاء الذي أُجري على لاعبي كرة السلة ومعدلات التهديف والتي اثبتت صحتها، اي ان اللاعب لم يتجاوز معدله خلال الموسم الواحد...... ولكن ماذا تقول الفيزياء عن الحظ ؟
للقطع النقدية وجهان، واحتمال ظهور كل منهما 50% ولكننا نتسائل هل يمكن ان نتنبأ بظهور اي منهما ؟ قد تقول نعم، اذا تمكنت من الحصول على كل المعلومات التي تؤثر على العملة، كحركة الريح، سرعة القطعة وغيرها، عندها سأتمكن من تحديد اي من الوجهين سيظهر ولكن اقول لك وبكل اسف ان ميكانيكا الكم ترفض ذلك وتقول لا بد ان تكون النسبة 50% ومهما جمعت من المعلومات فأنك لن تتمكن من معرفة اي من الوجهين سيظهر.
هذه الاحتمالية تقودنا إلى فكرة الاكوان المتعددة، وان الوجه الذي لم يظهر لك، قد ظهر في كون اخر، ولذلك فأن " حظك الجيد " في هذا الكون سيقابله " حظ سيء " في كون اخر...
وبعد كل هذه التفسيرات نقول " الله اعلم " و استمر في المحاولة .
| MathMaroc | الثلاثاء, سبتمبر 30, 2014 |
|
|